حرب غير مباشرة بين أمريكا وروسيا.. ساحتها أوكرانيا.. تخاض بالوكالة.

الحرب الأمريكية (حلف الناتو) الروسية.. في الساحة الأوكرانية وتدار بالوكالة.

الجميع بات اليوم يدرك أن الحرب الجارية في أوكرانيا هي حرب بين أمريكا (حلف الناتو) وبين روسيا في ساحة روسية (أوكرانيا) وهي حرب تُخاض بالوكالة من طرف المُتطرفين المُتشددين النازيين الأوكرانيين لصالح أمريكا وحلف الناتو والغرب.


يجب التذكير هنا أن الصهاينة يخوضون هذه الحرب ضد روسيا من خلال أنتوني بلينكن وهو أحد أكبر المتشددين ضد روسيا من عهد باراك أوباما (كان يشتغل في إدارة أوباما) وإلى اليوم ومن خلال الرئيس الأوكراني فلوديمير زلينسكي لسببين:

أولاً: ما تعلق بأزمة سوريا التي وقفت منها روسيا موقفاً حازما انتهت فيها بانتصار باهر وكبير للحكومة السورية بقيادة الأسد على ثوار أمريكا.

ثانياً: ما تعلق بموضوع الملف النووي الإيراني والذي لعبت فيه روسيا إلى جانب الصين دوراً مشهوداً في صمود الجانب الإيراني (العقوبات غير المسبوقة المسلطة على إيران) نرى ثماره اليوم تكاد تنتهي بإعادة إحياء هذا الاتفاق بما يعني انتصار إيران في نهاية المطاف، ناهيك على ما تعلق بالأزمة اللبنانية المتعلقة بسلاح حزب الله والحرب على اليمن التي وقفت فيها روسيا إلى جانب الصين موقفاً متوازناً عادلاً ومشرفاً.

كلّ هذه العوامل دفعت أمريكا وبضغط من الكيان الصهيوني الذي يُحرك اللعبة الآن في أوكرانيا وغير أوكرانيا لإجبار روسيا على دفع ثمن باهظ لذلك، وتمثل ذلك الأمر في نقل الغرب وأمريكا وحلف الناتو الحرب على تخوم الحدود الروسية في أوكرانيا التي كانت دائما ساحة روسية وإحدى خواصر هذه البلاد الطيبة وقامت أمريكا والغرب وحلف الناتو بإعلان الحرب على روسيا ولكن ليس بصورة مباشرة ولكن بصورة غير مباشرة من خلال الحرب بالوكالة وفي ساحة روسيا لإستنزافها.

اليوم يجب على روسيا أن تنقُل الحرب إلى ساحات الغرب وإلى خاصرة الغرب وأمريكا أي إلى الشرق الأوسط أو شيء آخر إلى الكيان الصهيوني نُقطة ضعف أمريكا والغرب، المطلوب ليس تحرير فلسطين أو خوض حرب شاملة مع الكيان الصهيوني ولكن المطلوب تحريك المياه الراكدة في تلك الجبهة الأهم على الإطلاق التي هي من أهم الأوراق بل هي بمثابة قنبلة نووية تمتلكها روسيا اليوم ضد حلف الناتو والغرب وأمريكا، وذلك بفتح جبهة لبنان (حزب الله) أو فتح جبهة سوريا (الجولان) مع توفير الأسلحة والدعم لهما وحضر الطيران الصهيوني أو قصفه بأسلحة روسية (أس 400 أو أس 500) من قاعدة حميميم أو من الأسطول الروسي في البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي ردّ الصاع صاعين والعمل بالمثل مع أمريكا وحلف الناتو والغرب والكيان الصهيوني، هذا يعني تشتيت انتباه الإعلام الغربي وإرباك العقل الإستراتيجي الصهيوني الأمريكي فيما يتعلق بقضية أوكرانيا (التي يركز عليها كلّ العالم اليوم والذي يعمل الغرب فيها على حشد شعوب العالم من خلال الدعاية الإعلامية للتعاطف معها وشيطنة روسيا) ونقل المعركة الدائرة بين حلف الناتو وأمريكا مع روسيا إلى الشرق الأوسط تحديداً أو إلى داخل الكيان الصهيوني.

ومن نافلة القول أنّه يمكن لتواجد إيران في سوريا أو من خلال أذرعها في المنطقة أن تلعب دوراً كبيراً ليس أقل من الدور الذي لعبته في تلك الساحات من قبل ولو أنها الآن مُنشغلة ومُنهمكة بإحياء الاتفاق النووي مع أمريكا.

سيدي الرئيس نحن نحبك والمنطقة بحاجة إلى رجل مثلك وإلى بلدك العظيم الذي وقف (ولا زال) تاريخياً مع الشعوب المستضعفة ضد الطغيان الأمريكي الغربي الإمبريالي فلا تجعل الأحداث تؤثر على صحتك، وأن تقلل التوتر بالضغط على شفتك اليسرى من الجهة العليا من ثغرك بأسنانك ففي النهاية أنت المُنتصر ولا شك في هذه المعركة/ أو الحرب على أرض الواقع والغرب منتصر إعلامياً، وهذه فجوة يجب ردمها رغم كلّ الضغوط.

من المُضحكات الباكيات أنّ جزءًا كبيراً من الإعلام العربي يُغطي الحرب بين أمريكا وحلف الناتو من جهة وروسيا من جهة ثانية كما وأنّه يغطي حرب الغرب على العراق زمن صدام حسين أو حرب الغرب ليبيا زمن القائد معمر القذافي وكأن الأمور محسومة لصالح الغرب وكأن أمريكا وحلف الناتو يقومون بحرب على بلد من العالم الثالث مع اختلاف الأمر جذرياً من ناحية شرعية دفاع روسيا عن أمنها القومي الذي بات مهدداً بعد وصول القواعد العسكرية الأمريكية والبنى التحتية للحلف العسكري الغربي المختصر بـــ "الناتو/النيتو" والأسلحة النووية الإستراتيجية على تخوم موسكو عاصمة روسيا، كما أنّ روسيا دولة عُظمى، أكبر بلد من حيث المساحة (الأولى عالميا)، والأولى في إنتاج الغاز، والثانية في صناعة السلاح وغيرها من الإمكانيات الكبرى التي يمتلكها هذا البلد.

بقلم: الزمزوم

from منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب {