@✔ تأخذ قيمة و لا تعطي قيمة !؟! @

مرحبا أسرة جلفون .

درس جديد قاسي من دروس الحياة الخادعة التي يحسبها الظمآن ماء ، فإذا رآها على حقيقتها وجدها سراب .

تابعوا معنا ..

حتى و لو بينه و بين نفسه !

من أحد طبائع الإنسان المتناقض مع ذاته أنّك تجدّه يبيح لنفسه الحصول على كل شيء يريده سواء سلع أو أموال أو خيرات أو معلومات ، و أيضا يستمتع في تتبع أسرار و خصوصيات الغير ، و على النقيض تجدّه بينه و بين نفسه يتّحفظ و يتّكتّم على أسراره و معلوماته الخاصة و يرفض مشاركتها ، و بالتّالي لا يقدّم أي قيمة مقابل الشيء الذي يأخذه .

و هذا ما يجعلنا نخرج بإحدى هذه الاحتمالات :

1. إما أنّه إنسان جاهل موهوم و مخدوع بواقع الحياة و لا يعرف نفسه .
2. إما أنّه إنسان نرجسي وقح و متعالي لا يحب لغيره ما يحبه لنفسه .
3. إما أنّه إنسان منافق يعتقد أنّه غير مكشوف و أنّ لا أحد يرى نقطة ضعفه .



إنسان بمثل هذه الصفات أصبح في نظري إنسانا مثيرًا للشفقة ، و لذلك أتمنى له الاستفاقة على نفسه و الوعي بحاله .

أنا أعرف نفسي جيدا و أعلم أن كلامي هذا صريح و جارح و غير مهذب ،
و لكنه يبقى [ حقيقة مرة ] ، مثله مثل ذلك ( الدواء مرّ المذاق ) الذي نشربه على الرغم منّا ، فرغم كراهيتنا له و نفورنا منه ، إلّا أنّنا سنكون ممتنين له في النهاية لأنّه سيشفينا .

هكذا هي الحقيقة المرة ( تبدو جريئة و مؤلمة و غير مهذبة و وقحة و غير مستصاغة ) ، و لكنّها ستشفي و تفتح البصائر و تنير العقول و توقظ الضمائر ، لأن الحقيقة تنبع من قلب صادق لا يجيد التّصنع أو الكذب .

ألمي و معاناتي جعلت مني إنسانا ناضجا إلى حد كبير ، إلى درجة أن المجاملات و المبالغات و محاولات الكذب عليّ تعتبر إحدى الحماقات الكبيرة التي يقدّم عليها الآخرون ، لأن الألم و الجراح التي تسبّبت فيها ( الأكاذيب المنتشرة في الحياة ) صنعت منّي رادارا و مستشعرا ممتازا للأكاذيب و المغالطات .

أما اليوم ، و بعد كل تلك المعاناة صرت أفتخر بما أنا عليه ، لقد صرت أقوى روحيا و ثقتي لا حدود لها ،
و قد تلاشت معظم مخاوفي إن لم أقل جميعها ، و كلّ هذا بفضل ( عدالة و حب الله ) ، تلك العدالة التي ظننت في زمن مضى أنّها مجرد سراب لن يأتي أبدا ، و أنا اليوم أحمد الله على أنّني صبرت ، فقد صرت بعد صبري موقنا بها تماما و مستشعر لها بقلبي و روحي كلها ، و ليست شيئا أؤمن به على مستوى اللسان فقط أو مجرد كلام تتقاذفه الألسن ، و لا تعقله القلوب .

لقد جعلني جحيم الألم النفسي مؤمنا موقنا عارفا بالله ، و الحمد لله .


.. //


from منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب {

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.