رمضان يتأهّب للرّحيل.. فهل من متحسّر؟
ها هو الشّهر الفضيل يلملم أيامه وساعاته الأخيرة ويتأهّب للرّحيل، ويستعدّ للوداع الحزين.. وما هي إلا أيام معدودات حتى يأفل نجمه وتغيض أنواره.. لا شكّ في أنّ منّا من يتحسّر ويبكي لفراقه؛ يبكي تلك الرّحمات التي كانت تتنزّل في أيّامه ولياليه.. يبكي الصّلوات والدّعوات التي ملأت لياليه نورا استنارت به القلوب.. ولا شكّ أيضا في أنّ بيننا من يودّع رمضان بذات الشّعور الذي استقبله به، بل ربّما يودّعه غير متحسّر على فراقه، ليعود بعده إلى سيرته الأولى وسابق عهده!
ماذا عسانا نقول ونحن نستعدّ لوداع رمضان؟ لو كنّا نعلم أنّ الله تقبّل منّا الصّيام والقيام، والدّعاء والذّكر وتلاوة القرآن، لو كنّا نعلم أنّ الله قد أعتق رقابنا من النّار، لو كنّا نعلم أنّنا سنخرج من رمضان بصحائف بيضاء محيت عنها الأوزار والسيّئات، لو كنّا نعلم أنّ الله قد رضي عنّا وأحبّنا… لو كنّا نعلم ذلك لكان من حقّنا أن نفرح ونسعد، وأن يهنّئ بعضنا بعضا، لكن لعلّ بيننا من لم يغيّر من حاله شيئا في رمضان، بل لعلّ بيننا من ازداد بعدا عن الله في رمضان.. ماذا عسانا نقول؟ هل تغني الحسرات وهل تنفع الآهات والنّدامات؟ لكن ما الذي عسانا نفعله إن لم نتحسّر؟ كيف لا نتحسّر على رمضان والواحد منّا لا يدري هل سيعود رمضان وهو في الوجود، أم تحت اللّحود طعاما للدّود!
المجتهد سيتحسّر على رحيل أيام وليالي رمضان الغالية، لأنّه وجد فيها حلاوة الطّاعة وأنس القرب من الله، والمفرّط سيتحسّر على أنْ مضى رمضان وانقضى ونفسه هي نفسه وحاله هي حاله؛ ما دمعت عيناه لله.. ما شعر لرمضان بلذّة.. ما وجد للجوع طعما.. لا يزال أسيرا لنفسه عبدا لشهواته.. لسان حاله: هل يمهلني الله أحد عشر شهرا أخرى ويبلّغني رمضان آخر لأحاول مرّة أخرى؟ يا حسرتا على ما فرّطت في جنب الله.. لله ما أتعسك يا نفس.. حرمتِني لذّة الصّيام.. منعتِني متعة القيام.. لئن عشت إلى قابل لترينّ وترينّ.
أخي المؤمن.. يا من تشعر بالتّقصير في حقّ رمضان، أشرفت أيّام رمضان على الانقضاء، لكنّ رحمات الله لا تنقضي وأبواب رجائه لا تنثني، إن خسرت ما مضى من أيام رمضان فلا تخسر ما بقي من أيامه وساعاته، ولا تخسر ما بقي من أيام عمرك.. تب إلى الله من إضاعة أيام رمضان ولياليه.. تحسّر على نفسك وابكِ لحالك، فلعلّ الله يتوب عليك ويقلّب قلبك إلى حيث رضاه.
منقول
ماذا عسانا نقول ونحن نستعدّ لوداع رمضان؟ لو كنّا نعلم أنّ الله تقبّل منّا الصّيام والقيام، والدّعاء والذّكر وتلاوة القرآن، لو كنّا نعلم أنّ الله قد أعتق رقابنا من النّار، لو كنّا نعلم أنّنا سنخرج من رمضان بصحائف بيضاء محيت عنها الأوزار والسيّئات، لو كنّا نعلم أنّ الله قد رضي عنّا وأحبّنا… لو كنّا نعلم ذلك لكان من حقّنا أن نفرح ونسعد، وأن يهنّئ بعضنا بعضا، لكن لعلّ بيننا من لم يغيّر من حاله شيئا في رمضان، بل لعلّ بيننا من ازداد بعدا عن الله في رمضان.. ماذا عسانا نقول؟ هل تغني الحسرات وهل تنفع الآهات والنّدامات؟ لكن ما الذي عسانا نفعله إن لم نتحسّر؟ كيف لا نتحسّر على رمضان والواحد منّا لا يدري هل سيعود رمضان وهو في الوجود، أم تحت اللّحود طعاما للدّود!
المجتهد سيتحسّر على رحيل أيام وليالي رمضان الغالية، لأنّه وجد فيها حلاوة الطّاعة وأنس القرب من الله، والمفرّط سيتحسّر على أنْ مضى رمضان وانقضى ونفسه هي نفسه وحاله هي حاله؛ ما دمعت عيناه لله.. ما شعر لرمضان بلذّة.. ما وجد للجوع طعما.. لا يزال أسيرا لنفسه عبدا لشهواته.. لسان حاله: هل يمهلني الله أحد عشر شهرا أخرى ويبلّغني رمضان آخر لأحاول مرّة أخرى؟ يا حسرتا على ما فرّطت في جنب الله.. لله ما أتعسك يا نفس.. حرمتِني لذّة الصّيام.. منعتِني متعة القيام.. لئن عشت إلى قابل لترينّ وترينّ.
أخي المؤمن.. يا من تشعر بالتّقصير في حقّ رمضان، أشرفت أيّام رمضان على الانقضاء، لكنّ رحمات الله لا تنقضي وأبواب رجائه لا تنثني، إن خسرت ما مضى من أيام رمضان فلا تخسر ما بقي من أيامه وساعاته، ولا تخسر ما بقي من أيام عمرك.. تب إلى الله من إضاعة أيام رمضان ولياليه.. تحسّر على نفسك وابكِ لحالك، فلعلّ الله يتوب عليك ويقلّب قلبك إلى حيث رضاه.
منقول
from منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب {
أترك تعليقًا