تحليل سياسي/ بداية خلاف في وجهات النّظر..

بداية خلاف في وجهات النّظر..


بداية خلاف.. وسعي للمُقايضة.. وموقف النّظامين السابق والحالي منها.. والقنبلة الموقوتة التي ستنفجر في وجه ما لا يُحسن التّعامل معها.


هُناك خلاف في وُجهات النّظر بدأ يظهر للعلن حول موضوع الصّحراء بين الجيش من جهة والمُخابرات وضُباط فرنسا والحارس الأمين لهم من جهة ثانية.


هُناك مُحاولة لمقايضة المُحاكمات الدّولية مُقابل التّنازل عن الصّحراء ورُبما التّطبيع فيما بعد وتعويض الغاز الرُوسي وفك الإرتباط مع الرُوس على حساب الدّولة والمبادئ الّتي تأسست عليها الجمهورية بعد الإستقلال.


المُتّهمون في قضايا التسعينيات والتي رُفعت في محاكم أُوروبية يُريدون أن يفرُّوا ويفلتوا بِجلدِهم والغرب يتجه لإستغلال هذه الثّغرة الخطيرة لدفع البلاد على تغيير مواقفها المبدئية اتجاه الكثير من القضايا ومنها على وجه الخُصوص الصّحراء ومسألة التّطبيع مع الكيان الصُهيوني وضخ كميات كبيرة من النفط والغاز للبلاد نحو أوروبا للمساعدة في التخلص من الطّاقة الروسية التي أدمنت عليه القارة العجُوز وابتعاد البلاد عن مِحور الصين روسيا إيران تركيا.


الحقيقة أنّ المُتّهمين اليوم لا يفكرون في أي موضوع سوى هذا الموضوع الذي بات يقضُّ مضاجعهم وهم حسب المؤشرات الأخيرة مُستعدون للتّنازل عن أي شيء فما يُهمهم اليوم هو غلق ملفاتهم المُتعلقة بنتائج الحرب الأهلية التي دارت رحاها في البلاد في المحاكم الأوروبية بغض النّظر عن الخسائر التي ستتكبدها الجزائر سياسياً وجيوسياسياً واقتصادياً وأخلاقياً (التّخلي عن مبادئ الثّورة).


قضية الصّحراء هي قُنبلة موقوتة بلا شك وستنفجر عاجلاً أم أجلاً، ستنفجر في أحد الوجوه المُنخرطة في هذا الصّراع سواء المملكة أو البلاد، ومن يُحسن التّعامل معها سيضمنُ عدم انفجارها في داخل أراضيه سياسياً واجتماعياً وبدل ذلك انفجارها في وجه الطّرف المُقابل.


الصّحراء هي مسألة مصيرية لكلا النّظامين (هي الّتي تضمن شرعية النّظام السّياسي في كلا الّدولتين في حالة فوز أحدهما بها) والّذي سيخسرها سيدفع الثّمن على المستوى الدّاخلي والخارجي، وستنفجر في الدّاخل وسينجرُّ عليها حالة من الذُّل والهوان والضّعف وفقدان الإستقلال والسِّيادة التي ستُلاحق البلاد أو المملكة (أي الخاسر من هذين الطّرفين) لعقود طويلة قادمة من الزمن.



سعيداني أدلى بتصريحات خطيرة يوم كان أميناً عاماً على الحزب وهو كان يُعبر عن موقف مُحيط الرئيس وليس الرئيس لأنّه في ذلك الوقت كان مريضاً وعن الجيش في عهد الراحل صالح.


ويبدو أن المُخابرات كانت مع ذلك الطرح في ظل قيادة الحارس الأمين، وهاهي اليوم المُخابرات في خلاف مع الجيش في هذا الموضُوع بالذّات والدّليل على ذلك التّصريح الأخير الخطير للنّاشط السّياسي "نكاز" المحسُوب عليها، والّذي اقترح فيه تقاسم الصّحراء بين البلاد والمملكة، وهذا الشّخص لا ينطق عن هوى ولكن يصرح دائماً ويتصرف بما يُملى عليه من طرف تلك الجهة، والّتي عبرت من خلال هذا الشَّخص وبما لا يدعُ مجالاً للشّك عن رغبة مُبيتة لها في التّخلي عن هذه القضية وفق تلك الرؤية لحدّ السّاعة لا ندري ماذا سيكون رأيها في قادم الأيام (قد يكون التّنازل الكُلّي للقضية).


تجدر الإشارة إلى أنّ نُخب فرنسا الثّقافية والسّياسية والعسكرية مع هذا الطّرح فالّذين هُم في خارج السّلطة والّذين يُسمّون بالمعارضة من هذه النُّخبة مع هذا الإقتراح والّذين هم في السّلطة أو مؤثرين فيها على ما يبدو أنّهم مع هذا الطرح، الأكيد أنّ هناك تململ في داخل السُّلطة وفي داخل النّظام وحتى على المستوى الشّعبي.


والله أعلم


بقلم: الحاج بوكليبات


from منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب {

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.