عبر نظارة الخيال
حينما تفتشُ في صفحات مُجتمعنا ، تجد أن فئة الشباب المحصورة عمارهم مابين 17 إلى 34 سنة، يسهر إلى غاية أطراف الفجر، ليستيقظ في منتصف النهار كالجربز يزأرُ، وهو يتنعمُ بصحةٍ وعافية جسدية دون العقلية والنفسية، قِدّه كالشجـرة الباسقة، وعَرضه لا يكفيه بابُ حين الولوج، يتجول في عرينِ أبيه دون عَرينهِ، وهو يتثاءبُ ملء أشداقه، ويحك عينيهِ، قاصداً حمٌامه ليغتسلَ فيجد العينُ تحتضرُ، فينهالُ بالسّب والشّتم على البلاد والعباد، وهو يُزمجرُ على أختٍ له رهيفة، أو أمٍ هرمةٍ ضعيفة، فتهرولُ الأولى لإحضار الماء على عَجلة، وهي وجلة، وتسرعُ الثانية على مَضضٍ، وهي على قلبها تعض، فتأتيه بالمنشفة، ويدها النحيفة مُرتجفة، لتتركهُ يغسلَ مُحياهُ الكـَلح والجاحظة فيه العينان، ويمشّط ذاكَ الشعر المُسرح كتسريحة الديك، وتذهبُ الهوينا لترتيب الصّوان، ثم بعدها يتجه الجبان نحو المطبخ، ليجدها تنتظره وهي تظن أن ليثها قد يستوفِ حقها عليه ذات يوم، ليُزيلَ عنها تلكَ الهموم، لكنه حتما وجوده بلا فائدة، يجلسُ بعدما يقترب من المائدة، وهو بوجهه عابسُ، يلتقمُ الطعام ويتفسُ، وعيناه تتلاعبُ يمينا وشمالا، عله يرى صَرةً ليخطف منها دراهمَ معدودات، يرمي يده دون استىذانٍ منها أو طلب، يخرجُ العِضريطُ في لهفٍ، ليتسكع في الشوارع والرُصفِ، فلا يدعُ فتاةً إلا وعاكسها، ولا قضية إلا شاكسها، مُجاهدٌ في سبيل تلكَ الأمور، فتراه تارة يموء، وتارة يخور، في ذاكَ يستغلُ تلكَ القوة العقلية والعاطفية، يجتهدُ في تثبيت جدران المداسِ، فتراه متكىء هناك أغلب وقته، ليحمي تلك الجدران من أي زلزال قد يحدثُ، وإن عُرضَ عليه عمل رفضه، بحجة الأجر الزهيد، ليأتينا بتصريح ليس بجديد، ان مكانته ليست هنا، ربما في ألمانيا او مكان بعيد،ليعيشَ في أوهام استحوذت على عقله ،كما لو أنه في دوامةٍ ليس هو منها بخارجٍ، حتى إذا جنّ عليه الليلُ تراهُ سَاهراً مُكامراً، وهكذا يفعلُ بتلك الدراهمُ التي ربما كانت امه بها ستبتاع خبزاً او حليبا أو مَتاع، وإن تفضّل له منها شيء، حتما سيُطعمُ هاتفه بالرّصيد المعبّء، ليتصل حينها بكل رقمٍ يخالُ أنه لفتاةٍ، لقضي ما تبقى من ليله في سهرٍ وسمرٍ.....حتى إذا مادى المنادي بالصلاة خير من النوم، قال له ألآن آن للعضريط أن ينام ، وهكذا هي ايامه نُسخٌ من مَسخٍ ووسَخٍ ،حتى إذا بلغ الأربعين واشتعلت مَفارقه، وزاره النذير، نط إلى بحر الندامة والحسرة، وتذكر أنه في بناء حياته قد تاخر، ففكر وقدر، ولكن هيهات هيهات
from منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب {
أترك تعليقًا