@ الزَّبدُ & وما ينفع الناس @
...
تحية طيبة /
كتبت هذه الأسطر على عجالة..
وسيكون للموضوع استطرادات بفضل الله وتوفيقه ثُمّ بفضلكم وتفاعلكم
...
كثرت وتكررت المواضيع" الغثائية" التي تحاول أن تسوق نفسها كبديل لـ "الحقّ"
والحق لا يتعدّد فهو النّور والظّلمات تتعدد وتتفاوت في درجة ظلمتها...
فأردت من خلال موضوعي هذا أن أهون من شأن تلك المحاولات البائسة اليائسة وأزرع بعض الطمأنينة في قلوب الغيورين على "الحق"
وإليكم بعض التساؤلات:
هل كل ما يُنتجه البشر ينفع الناس بحق..؟
هل البشر مطالبون بإنتاج "دين" أو "اعتقادات" تقوم مقامه وتؤدي دوره ؟
أم أنّ البشر مطالبون بالبحث والعلم الماديّ التجريبي الذي ينفع الناس.. في العمران والطب والزراعة ومختلف الصناعات..؟
...
لذلك اخترت لعنوان هذا الموضوع مفهومين مفتاحيين: "الزّبد" مقابل " ماينفع الناس"
وشتان بين الاثنين..
شتان بين من يعمل لنرى ونسمع ونُحس أثرا نافعا لعلمه وإنجازاته وإبداعه..
وبين من ينكب على ترويج وإنتاج ما يعارض "الوحي" من خيالات وشطحات وخزعبلات لا تعدو كونها سرابا يحسبه الضمآن ماءً..
وكأنّه نصّب نفسه إلها آخر و يحاول أن يطرح بديلا للوصول إلى الحقّ بفضل الفكر الكليل والقلب العليل..
ولو كان البشر قادرين باجتهادهم وقُدرالتهم الشخصيّة للوصول إلى الحقّ وإقامته على أرض الواقع لما احتاجوا إلى الوحي..
...
وتأمّلوا معي..
كلمة "الزّبد" لم ترد في القرآن سوى في آية واحدة.. وهي الآية 17 من سورة الرّعد..
وهي لا تستحق أن تتكرر أكثر من ذلك .. كما ر أى ذلك الحقُّ سبحانه وتعالى..
مثال واحد ضربه الله تعالى كان كافيا لتقرير مصير "الزّبد" وهو كل ما يفتريه البشر من باطل وأفكار هدامة واعتقادات باطلة زائفة..
كل تلك "المُنتجات البشرية" تحمل أسباب فنائها في نفسها.. ولا تستحق أن يتصدى لها أهل الحقّ لتفاهتها ..
بل سيتكفل بها الزّمن.. وتصير أثرا بعد عين وجزءً من الأرشيف الشاهد على تفاهة بعض "البشر"
ستبقى شاهدة عليهم ... تُدينهم..
وفي الصورة التي رسمتها الآية يتبين أنّ الزّبد الذي بدا رابيا منتفخا مرتفعا على سطح الماء .. سينتهي به الأمر مرمياً على ضفتي الوادي ويضمحلّ ويتلاشى..
ذلك حال "الفكر البشري" الذي يُحاول أن يتصدى ويُضاهي الحقّ..
والتاريخ شاهد على الملل والنِّحل والفلسفات التي اندثرت أو في أحسن تقدير انتهى المطاف بفلولها في زوايا مظلمة لا تلقى رواجا إلا لدى أنفس مريضة وعقول عليلة ..
النّور واحد كما جاء في القرآن الكريم.. والظّلمة متعددة إلى ظلمات..
وفي السنة المطهرة وردنا بأن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم خطّ في الرمل خطا مستقيما وخط على جوانبه خطوطا خارجة عنه .. متعددة وقال: هذا هو "الصراط المستقيم" .. وتلك الانحرافات عنه سمّاها "السُّبل " .. وقال بأنّ على كل سبيل شيطان ..
شيطان يدعو إلى سبيله ..
والحلّ إزاء مثل تلك "السُّبُل " هو التجاهل.. فمصيرها الاضمحلال والاندثار..
وآخر قولي هو آخر ما جاء في الآية الكريمة:
كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِل فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْض كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ
تحياتي/ :cool:
from منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب {
أترك تعليقًا