✲ إحدى أوجه إساءة فهم معنى القدر !
تحية طيبة .
و بعد :
.. //
شاب أثقلته الهموم و الأمراض يقصد شيخا كبيرا ليطلب منه النصيحة فيما ألّم به من مصائب ..
فيجيبه الشيخ بهذه الجملة : إنّه القدر و عليك أن تتقبّله .
شاب آخر أصيب بالتهاب قولون تقرّحي ..
فيبدأ في التساؤل عن سبب هذه المصيبة
فيقولون له : قدر الله .
شخص آخر أيضا ذهب لممارسة هوايته المفضلة كرة القدم فأصيب بكسر خطير ..
فيقولون : هذا قدر الله .
شخص آخر يعاني الاكتئاب و القلق الحاد ..
و يبدأ بالتساؤل بأي ذنب يحصل له ما يحصل و مسؤولية من هذا الأمر الواقع !؟
فيأتيه الجواب الجاهز : هذا قدر الله .
ستقول لهم أيّها القدريون أخبروني :
ماذا تقصدون بقدر الله ؟
و هل يوجد له علاج يكفينا شرّه و يبعده عنا ؟
سيجيبونك علاجه هو :
الصبر على قدر الله و الصبر على الابتلاء .
!!!!!!
في تكريس و ترسيخ واضح و صريح للعجز و الاستسلام و الانهزامية و التّنصل من المسؤولية الفردية على ما يصيب الإنسان من مصائب .. فيوهمونه بأنّه بريء و أن ما يحصل ليست مسؤوليته و إنما هي قدر الله و مشيئته و بالتالي عليه أن يرفع يديه إلى السماء و يتذلّل و يلّح بالدعاء و يطيل السجود و لا يستعجل الاستجابة و أن يصبر .. فيفعل ذلك لشهور و سنوات و لكن بدون أن يلمس أي تغيير أو نتيجة مرغوبة ( و هذا طبيعي ) لأنّه لا يعرف السبب الحقيقي لمشكلته فهو مبرمج ذهنيًا أن السبب الوحيد هو قدر الله و لكي يعالج هذا السبب يرى أنّه عليه إكثار الصلاة و الدعاء و الأذكار .. و يبقى على هذه الحال المغيّبة لسنوات و ربما لن يستفيق منها و قد يفتن بإعتقاده هذا لأنه قد يحصل أن يحالفه الحظ فيتشافى لكونه قد أخذ سبب الشفاء بدون أن يعي ذلك فيحصل له التشافي وفق القانون الإلهي المسطر .. لكنّه يظن أن إلحاحه بالدعاء هو من ساق إليه هذه النتيجة .. فيصدّق فعلا أن سبب الأمراض هو شيء غيبي خارج عن نطاق قدرته و لا يعالجه إلا الدعاء .. فلا هو حزر [ السبب المباشر للمرض ] و لا هو حزر ( سبب التشافي منه ) .. !!
أليس هذا التشوه من أكبر الفتن التي فتن بها الناس تحت مسمى التسليم بالقدر ؟
و لحسن الحظ أن هناك من استيقظ و أدرك و فهم أن المسألة مسألة قانون ربّاني إلهي .
حيث قدّر الله أن يجعل [ لكل علة أو مصيبة أسباب معيّنة ] و يجعل لها أيضا [ أسباب تشافي معيّنة ] ..
فيحصل التشافي بكل يسر عندما يعي المريض السبب المباشر و يعالجه فلا يحتاج لإلحاح في الدعاء أو تطويل صلاة أو شيء من هذا القبيل .. فهاته أمور أخرى [ تدخل في نطاق العبادة و الشكر ] و لا تدخل في نطاق ( التشافي من الأسقام و الأمراض جميعها )
فهي ليست [ أسبابا حقيقية ] لحصول شفاء مرض معين أو لحل أزمة اقتصادية خانقة أو جلب الزوج و الحبيب .. إلخ
هناك قوانين و سنن إلهية تحكم هذا الكون
فلكل شيء سننه و أسبابه سواء علّمها الإنسان أو لم يعلمها
و لا يصلح له أن يستبدل ( السبب المجهول ) بالسبب غير المباشر الذي هو ( قدّر الله ) .
لأن قدّر الله هو سبب شمولي جدا فنحن نؤمن بقدر الله مسبقا و لكن الإيمان بالقدر لا يعني الاستسلام لوجود سبب خارجي خارج نطاق سيطرتك بحيث لا يمكنك لمسه و تغييره / بل العكس تماما فيمكنّك أن تجد السبب إذا سعيّت و بحثت و غيّرت و لهذا تأصيل من القرآن أين يقول الله في محكم تنزيله :
( لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم )
( ذلك بأن الله لم يك مغيرًا نعمةً أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
و الآية واضحة أي أن الأصل في الكون هو النعيم و الشفاء و السلام و لا تتبدّل هذه النعم أو تزول
إلا بتغيّر شيء و حصول [ سبب معيّن ] يغيّر من الانسان و يغيّر من تفكيره و اعتقاده و أفعاله ..
و بالمختصر هو :
قانون السبّبية
( لكل سبب نتيجة )
غيّر الأسباب تتغيّر النتائج
//
هذا فقط توضيح لإحدى التّشوهات المعرفية التي تم تشرّبها تحت مسمى القدر و تحت الرعاية السامية للأوصياء على أحوال النّاس و قلوبهم .. و لا ندري إن كانت قد حيكت عن عمد و عن سابق نية أو هو اجتهاد أعمى ..
و الله عليم بذات الصدور .
//
شكرا للجميع .
و بعد :
.. //
شاب أثقلته الهموم و الأمراض يقصد شيخا كبيرا ليطلب منه النصيحة فيما ألّم به من مصائب ..
فيجيبه الشيخ بهذه الجملة : إنّه القدر و عليك أن تتقبّله .
شاب آخر أصيب بالتهاب قولون تقرّحي ..
فيبدأ في التساؤل عن سبب هذه المصيبة
فيقولون له : قدر الله .
شخص آخر أيضا ذهب لممارسة هوايته المفضلة كرة القدم فأصيب بكسر خطير ..
فيقولون : هذا قدر الله .
شخص آخر يعاني الاكتئاب و القلق الحاد ..
و يبدأ بالتساؤل بأي ذنب يحصل له ما يحصل و مسؤولية من هذا الأمر الواقع !؟
فيأتيه الجواب الجاهز : هذا قدر الله .
ستقول لهم أيّها القدريون أخبروني :
ماذا تقصدون بقدر الله ؟
و هل يوجد له علاج يكفينا شرّه و يبعده عنا ؟
سيجيبونك علاجه هو :
الصبر على قدر الله و الصبر على الابتلاء .
!!!!!!
في تكريس و ترسيخ واضح و صريح للعجز و الاستسلام و الانهزامية و التّنصل من المسؤولية الفردية على ما يصيب الإنسان من مصائب .. فيوهمونه بأنّه بريء و أن ما يحصل ليست مسؤوليته و إنما هي قدر الله و مشيئته و بالتالي عليه أن يرفع يديه إلى السماء و يتذلّل و يلّح بالدعاء و يطيل السجود و لا يستعجل الاستجابة و أن يصبر .. فيفعل ذلك لشهور و سنوات و لكن بدون أن يلمس أي تغيير أو نتيجة مرغوبة ( و هذا طبيعي ) لأنّه لا يعرف السبب الحقيقي لمشكلته فهو مبرمج ذهنيًا أن السبب الوحيد هو قدر الله و لكي يعالج هذا السبب يرى أنّه عليه إكثار الصلاة و الدعاء و الأذكار .. و يبقى على هذه الحال المغيّبة لسنوات و ربما لن يستفيق منها و قد يفتن بإعتقاده هذا لأنه قد يحصل أن يحالفه الحظ فيتشافى لكونه قد أخذ سبب الشفاء بدون أن يعي ذلك فيحصل له التشافي وفق القانون الإلهي المسطر .. لكنّه يظن أن إلحاحه بالدعاء هو من ساق إليه هذه النتيجة .. فيصدّق فعلا أن سبب الأمراض هو شيء غيبي خارج عن نطاق قدرته و لا يعالجه إلا الدعاء .. فلا هو حزر [ السبب المباشر للمرض ] و لا هو حزر ( سبب التشافي منه ) .. !!
أليس هذا التشوه من أكبر الفتن التي فتن بها الناس تحت مسمى التسليم بالقدر ؟
و لحسن الحظ أن هناك من استيقظ و أدرك و فهم أن المسألة مسألة قانون ربّاني إلهي .
حيث قدّر الله أن يجعل [ لكل علة أو مصيبة أسباب معيّنة ] و يجعل لها أيضا [ أسباب تشافي معيّنة ] ..
فيحصل التشافي بكل يسر عندما يعي المريض السبب المباشر و يعالجه فلا يحتاج لإلحاح في الدعاء أو تطويل صلاة أو شيء من هذا القبيل .. فهاته أمور أخرى [ تدخل في نطاق العبادة و الشكر ] و لا تدخل في نطاق ( التشافي من الأسقام و الأمراض جميعها )
فهي ليست [ أسبابا حقيقية ] لحصول شفاء مرض معين أو لحل أزمة اقتصادية خانقة أو جلب الزوج و الحبيب .. إلخ
هناك قوانين و سنن إلهية تحكم هذا الكون
فلكل شيء سننه و أسبابه سواء علّمها الإنسان أو لم يعلمها
و لا يصلح له أن يستبدل ( السبب المجهول ) بالسبب غير المباشر الذي هو ( قدّر الله ) .
لأن قدّر الله هو سبب شمولي جدا فنحن نؤمن بقدر الله مسبقا و لكن الإيمان بالقدر لا يعني الاستسلام لوجود سبب خارجي خارج نطاق سيطرتك بحيث لا يمكنك لمسه و تغييره / بل العكس تماما فيمكنّك أن تجد السبب إذا سعيّت و بحثت و غيّرت و لهذا تأصيل من القرآن أين يقول الله في محكم تنزيله :
( لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم )
( ذلك بأن الله لم يك مغيرًا نعمةً أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
و الآية واضحة أي أن الأصل في الكون هو النعيم و الشفاء و السلام و لا تتبدّل هذه النعم أو تزول
إلا بتغيّر شيء و حصول [ سبب معيّن ] يغيّر من الانسان و يغيّر من تفكيره و اعتقاده و أفعاله ..
و بالمختصر هو :
قانون السبّبية
( لكل سبب نتيجة )
غيّر الأسباب تتغيّر النتائج
//
هذا فقط توضيح لإحدى التّشوهات المعرفية التي تم تشرّبها تحت مسمى القدر و تحت الرعاية السامية للأوصياء على أحوال النّاس و قلوبهم .. و لا ندري إن كانت قد حيكت عن عمد و عن سابق نية أو هو اجتهاد أعمى ..
و الله عليم بذات الصدور .
//
شكرا للجميع .
from منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب {
أترك تعليقًا