ماهيّة التربية
التربية هي تبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا، ولتربية الأخلاق دور رائد وسباق في إعداد الإنسان للقيام برسالته، وتنمية ذاتيته، وتحقيق اندماجه في مجتمعه والتكيف والتوافق معه، وبذلك ينفسح الطريق أمامه ليكتب قيما خلاقة، ومعارف حضارية وعلوما سباقة، بهدف تحقيق الخير له ولأسرته ومجتمعه.
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا؛ أن جعَلتنا مسلمين، ننتفع بكل ما جاء في الإسلام من خير ودروس وعِبَر.
ولما كانت الأخلاق هي محور الرسالات السماوية -كما أعلن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ووضح، وبين وأفصح، حيث قال: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))- لما كانت الأخلاق على هذا القدر من الأهمية وضع الإسلام الميزان والمعيار لدعوته على أساس ما دعا إليه من أفكار بناءة، وأخلاق حميدة وقيم رشيدة، فالإسلام رسالة تربية، وتطهير وتزكية، يقول الله تعالى: ((لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)).
ويقول جل شأنه: ((هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين))، ولرسالة الإسلام ساحات وميادين، أولها النفس والضمير، فإذا ربى كل إنسان الأخلاق في نفسه، وتعهدها بالتنظيف والتنقية؛ ازدادت تزكية وترقية، فاكتسبت فلاحا، وحققت نجاحا، فأسهمت في إقامة مجتمع نظيف، يسود فيه العمل الصالح والقول السديد العفيف، ومجتمع أفراده على هذا الطراز والمستوى من نظافة المشاعر والسلوك مجتمع تسوده الطمأنينة والهدوء والسكينة، يقول الله تعالى: ((قد أفلح من تزكى، وذكر اسم ربه فصلى)).
ويقول جل وعلا: ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)).
إن التربية الأخلاقية في الإسلام تبدأ بالفرد فترده إلى فطرته السليمة السوية القويمة، كما تربي فيه الضمير المرهف الحساس، الذي يراعي شعور كل الناس، وتروضه على الخلق الفاضل؛ فيمارس الأخلاق الطيبة الزكية ممارسة واقعية عملية، فيحب الخير ويعشقه، ويلازمه ويرافقه، ويزداد سموا ورفعة وعلوا، فلا يتوقف عند حبه للخير وإنما يتعداه إلى كراهية الشر، فليس الصالح من هو صالح في نفسه فقط، وإنما هو صالح في نفسه مصلح لغيره.
ولقد ظل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة عشر عاما في مكة يغرس في نفوس أصحابه بذور الأخلاق الفاضلة، ويربيها ويغذيها وينميها، بالموعظة الحسنة تارة وبالقدوة العملية تارة أخرى، ليعملوا على عمارة الدنيا والأخرى، وقد شهد دار الأرقم في مكة ومن بعده المسجد النبوي في المدينة هذه التربية السلوكية الفريدة، فتغيرت أوضاع، وتبدلت طباع، إذ سارت وفق التربية القرآنية التي توافق وتلائم الطبيعة البشرية والاستعدادات الفطرية، وحققت للإنسان راحته النفسية وطمأنينته القلبية، فالقرآن الكريم يهدي للتي هي أقوم، ويأخذ بيد الإنسان إلى ما هو أنجى وأسلم، يقول الله جل شأنه: ((إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا)).
وقد صور جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- أبدع تصوير، هذا التبديل والتغيير، حين قال أمام النجاشي: ((لقد كنا قوما أهل جاهلية؛ نأكل الميـتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فبعث الله فينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فأمرنا أن نعبد الله وحده، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، وصدق الحديث وأداء الأمانة، وصلة الأرحام وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات؛ فصدقناه وآمنا به)).
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا؛ أن جعَلتنا مسلمين، ننتفع بكل ما جاء في الإسلام من خير ودروس وعِبَر.
ولما كانت الأخلاق هي محور الرسالات السماوية -كما أعلن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ووضح، وبين وأفصح، حيث قال: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))- لما كانت الأخلاق على هذا القدر من الأهمية وضع الإسلام الميزان والمعيار لدعوته على أساس ما دعا إليه من أفكار بناءة، وأخلاق حميدة وقيم رشيدة، فالإسلام رسالة تربية، وتطهير وتزكية، يقول الله تعالى: ((لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)).
ويقول جل شأنه: ((هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين))، ولرسالة الإسلام ساحات وميادين، أولها النفس والضمير، فإذا ربى كل إنسان الأخلاق في نفسه، وتعهدها بالتنظيف والتنقية؛ ازدادت تزكية وترقية، فاكتسبت فلاحا، وحققت نجاحا، فأسهمت في إقامة مجتمع نظيف، يسود فيه العمل الصالح والقول السديد العفيف، ومجتمع أفراده على هذا الطراز والمستوى من نظافة المشاعر والسلوك مجتمع تسوده الطمأنينة والهدوء والسكينة، يقول الله تعالى: ((قد أفلح من تزكى، وذكر اسم ربه فصلى)).
ويقول جل وعلا: ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)).
إن التربية الأخلاقية في الإسلام تبدأ بالفرد فترده إلى فطرته السليمة السوية القويمة، كما تربي فيه الضمير المرهف الحساس، الذي يراعي شعور كل الناس، وتروضه على الخلق الفاضل؛ فيمارس الأخلاق الطيبة الزكية ممارسة واقعية عملية، فيحب الخير ويعشقه، ويلازمه ويرافقه، ويزداد سموا ورفعة وعلوا، فلا يتوقف عند حبه للخير وإنما يتعداه إلى كراهية الشر، فليس الصالح من هو صالح في نفسه فقط، وإنما هو صالح في نفسه مصلح لغيره.
ولقد ظل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة عشر عاما في مكة يغرس في نفوس أصحابه بذور الأخلاق الفاضلة، ويربيها ويغذيها وينميها، بالموعظة الحسنة تارة وبالقدوة العملية تارة أخرى، ليعملوا على عمارة الدنيا والأخرى، وقد شهد دار الأرقم في مكة ومن بعده المسجد النبوي في المدينة هذه التربية السلوكية الفريدة، فتغيرت أوضاع، وتبدلت طباع، إذ سارت وفق التربية القرآنية التي توافق وتلائم الطبيعة البشرية والاستعدادات الفطرية، وحققت للإنسان راحته النفسية وطمأنينته القلبية، فالقرآن الكريم يهدي للتي هي أقوم، ويأخذ بيد الإنسان إلى ما هو أنجى وأسلم، يقول الله جل شأنه: ((إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا)).
وقد صور جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- أبدع تصوير، هذا التبديل والتغيير، حين قال أمام النجاشي: ((لقد كنا قوما أهل جاهلية؛ نأكل الميـتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فبعث الله فينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فأمرنا أن نعبد الله وحده، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، وصدق الحديث وأداء الأمانة، وصلة الأرحام وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات؛ فصدقناه وآمنا به)).
from منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب {
أترك تعليقًا