من يستنزف من؟ (سياسيا، واقتصاديا، وماليا، وعسكريا، وشعبيا)

من يستنزف من؟ (سياسيا، واقتصاديا، وماليا، وعسكريا، وشعبيا)

سياسيا، واقتصادياً، ومالياً، وعسكرياً وشعبياً) )من يستنزف من؟
أولا يجب أن نعترف أن ما يحصل في أوكرانيا ليست حربا بمعناها التقليدي أي دخول بلدين في الحرب الأمر الذي يدفع بهما إلى تسخير كل بلد من هذين البلدين إلى تسخير كل إمكانياتهما ومقدرتهما في هذه الحرب، فهي بلا شك عملية عسكرية لأنها محدودة الأهداف وما تعلق بعدد القوات العسكرية المشاركة فيها فروسيا لم تزج بكامل جيشها ومقدراتها هناك، روسيا فقط دفعت بجزء قليل من قواتها العسكرية لحماية سكان الدونباس من النازيين الأوكرانيين فنحن لسنا أمام حرب تقليدية بين دولتين كما هو متعارف عليه بدليل أن الحياة طبيعية في روسيا منذ اندلاع العملية العسكرية فالناس هناك تعيش حياتها اليومية بصورة عادية جداً وليس هناك ما يؤشر على أن البلاد في حالة حرب.
ثانيا من المؤكد أن الغرب أعني أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تعيشان أزمة طاقة بفعل العقوبات التي سلطتها سُلطاتها على روسيا بسبب العملية العسكرية في الدونباس.
كما أن أوروبا وأمريكا وحدهما وليس روسيا هي من تعيش أزمة تضخم غير مسبوقة وصلت إلى حدود 8 و9 بالمئة.
ومن المؤكد أن أمريكا وأوروبا هي اللتان تُستنزفان في هذا الصراع لأنهما من المؤكد جدا حدا أنهما يُفرغان مخازنهم من السلاح ويفرغان خزائنهما من المال.
فكيف سيكون حالهما لو اندلعت حرب بينهم وبين الصين حول تايوان؟ (ماليا وعسكريا)
لا شك أن الجميع بات يعلم أن الولايات المتحدة غارقة في دين خارجي كبير حتى أذقانها بلغ زهاء 30 ترليون دولار وهو أحد أسباب الأزمة الاقتصادية فيها وفي العالم وقد تكون سبباً من الأسباب الرئيسية في فقدانها الأحادية والهيمنة على العالم، وأن أمريكا التي تغدق على فلوديمير زلينسيكي بهذه المليارات أو هذه الكميات الكبيرة من السلاح بشرائها له هي في النهاية قروض من الصين إلى إلى القروض التي تدين بها أمريكا للصين (الدين يكبر يوما بعد يوم) الأمر الذي يزيد من غرق هذا البلد أي الولايات المتحدة الأمريكية وتراجع قيادتها للعالم، وهي ديون على الشعب الأوكراني أيضاً الذي سيظل رهينة لها حتى دفع آخر فلس للدول الغربية وأمريكا كما فعلت ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية والعراق بعد طرده من الكويت (التعويضات).
كما أن بريطانيا تعيش أزمة طاقة وكهرباء وهناك ترشيد لاستهلاكها وارتفاع كبير للمواد الاستهلاكية وغلق مصانع... وفقر شديدين مس الأسر البريطانية ونسبة تضخم هي الأعلى في تاريخها.
أما فرنسا فقد دعا قبل مدة رئيسها إيمانويل ماكرون مواطنيه لتوديع حالة الرخاء التي تعودوا عليها.
وأمريكا ارتفع ثمن البنزين فيها إلى الضعف وحالة من التضخم ستطيح بلا شك بالديمقراطيين في الانتخابات النصفية القادمة لصالح الجمهوريين في نوفمبر القادم الأمر الذي سيحدد ملامح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المقبل بعد الانتخابات الرئاسية في 2024 وهل سيكون جمهوري أم ديمقراطي، وهل هو
ترامب أم بايدن أو غيرهما.
يجب أن نعترف بالحقيقة.
هل الشعوب تتظاهر في موسكو أم في أوروبا في ألمانيا والتشيك مثلاً؟
الروبل الروسي كان أكثر من 80 دولار واليوم أصبح حوالي 60 دولار؟
من الذي عاد لاستخدام الفحم الحجري والطاقة النووية المضرة بالمناخ والمتسببة في التغير المناخي؟
من الذي يعيش الهدوء الذي يسبق العاصفة .. بوريس جونسون سقط وتراس ضائعة في عنق الزجاجة وشولتس يمر بأيام عصيبة وسيسقط في الخريف القادم وبايدن مُقبل على امتحان الانتخابات النصفية لمجلس الشيوخ...فشعبية قادة الدول الأوروبية وأمريكا في الإسفلت والحضيض وفي تراجع تام ومستمر بينما بينت الانتخابات المحلية للكيانات في روسيا تصدر الحزب الحاكم النتائج مما يعني تأييد الروس للعملية العسكرية ووجود استقرار سياسي واقتصادي وشعبية طاغية لفلاديمير بوتين في داخل شعبه.
إن أوروبا بأجمعها على شفا انفجار بركاني هائل واليمين المتطرف دون سواه متحفز للانقضاض على النظام التقليدي في أوروبا والغرب وهندسة أنظمة سياسية جديدة أهم ما فيها انهاء الديمقراطية والحرية المبتذلة التي حاربت الفطرة والأديان والمبنية على اشاعة الشذوذ الجنسي والمثلية والتحول الجنسي في العلاقات الاجتماعية وقد صعدت بالشواذ وحثالة المجتمع إلى مناصب قيادية في أوروبا وأمريكا أي الغرب كادت معه أن تنهي كيانات هذه الدول إلى غير رجعة.
لقد بات الجميع يعلم أن أوروبا هي من تستجدي الدول وتتصارع فيما بينها من أجل الظفر بغاز الجزائر مثلاً ونفط وغاز نيجيريا وقطر وأذربيجان لتعويض النقص الفادح للغاز نتيجة تخلي الأوروبيين عن الغاز والنفط الروسيين بفعل العقوبات التي سلطتها دول الاتحاد وأمريكا على روسيا بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا، فمن يعيش أزمة الطاقة أو الغذاء ليس روسيا ولكن أوروبا وأمريكا اللتان تشتريان اليوم النفط والغاز الروسي من الهند والصين بأضعاف مضاعفة في حين تشتريه هاتين الدولتين أي الهند والصين من روسيا بأسعار تفضيلية لأنهما من الدول الصديقة وذلك بنسبة تقل عن 30 بالمئة من سعره الحقيقي في السوق.
إن خروج القوات الروسية المحدودة من خاركيف والتي دُفعت في أتون العملية العسكرية في أوكرانيا لإجراء عملية جراحية لاستئصال النازية فيها ولحماية سكان الدونباس هو في حقيقة الأمر عملية انتشار ومهما قال عنها الإعلام الغربي والأمريكي وأذنابه من كلام ومن قراءات فهو ليس أبداً انتصاراً لأوكرانيا ولن ينهي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حتى تحقيق أهدافها كما صرح بذلك الكرملين في آخر تصريحات له في وسائل الإعلام.
المؤكد أن الخريف والشتاء قادمين والمؤكد أن محطة زاباروجيا لتوليد الطاقة والكهرباء توقفت وأن الغاز الروسي هو الآخر توقف وبالتالي ستفعل الطبيعة القاسية بالأوكرانيين ما فعلته في الجيش النازي الألماني بقيادة أدلف هتلر لما أنقلب على اتفاق هتلر وستالين وهم بغزو روسيا فكانت نهايته على أرض روسيا وليس على أرض أمريكا أو أوروبا.
ولذلك لن تجد أمريكا والغرب من تحاسبه إلا إذا أقامت مُحاكمات ضد الثلوج والبرد الذي سيكتسح أوروبا وأوكرانيا قريبا إن شاء الله تعالى ويقضي على أعداد كبيرة بفعل البرد والثلج نتيجة غياب التدفئة.
كيف لدولة عظمى مثل روسيا أن تفقد كل سلاحها في عملية عسكرية محدودة النطاق والأهداف ربما بفيلق عسكري واحد من عموم الجيش الروسي وبأسلحة محدودة بمعنى أن القوات الروسية التي شاركت في العملية العسكرية الجارية في الدونباس محدود العدد وليست من جنود النخبة وهي من المتعاقدين فقط وفي ظرف أقل من 7 أشهر من انطلاقها كما يقول الإعلام الغربي وبخاصة الأمريكي..؟ إذا كانت روسيا قد فقدت كل سلاحها وهي "تستجدي" إيران لشراء طائرات مسيرة و"تستجدي" كوريا الشمالية لبيعها الذخيرة والصواريخ (كما تقول البروباغندا والدعاية الأمريكية) فلماذا يتردد حلف الناتو وأمريكا للانقضاض عليها؟ ولماذا هذا الارتباك والخوف من أوروبا وأمريكا من الخصم الروسي؟ وماذا يبقى لإيران من مسيرات وهي المحاصرة براً وجواً وبحراً وتعيش عقوبات اقتصادية غير مسبوقة عليها منذ أكثر من أربعين سنة والأمر سيان بالنسبة لكوريا الشمالية؟ ما هذا الهراء يحاولون تصوير روسيا كدولة من العالم الثالث مثل: ميانمار أو رواندا...
إن قصف الجيش الأوكراني للمحطة النووية في زاباروجيا هو بمثابة إعلان الحرب النووية من أمريكا وأوروبا رعاة النظام في كييف على روسيا، وأن أي خطأ سيؤدي إلى انتشار الاشعاعات النووية في المنطقة وفي أوروبا والتي ستنتشر على امتداد4000 كلم إلى 6000 كلم من القارة الأوروبية في جهة الشرق باتجاه الأراضي الروسية ودول أوروبا الشرقية، وهو بمثابة إطلاق قنبلة ذرية على روسيا شبيهة بقنبلتي ناكازاكي وهيروشيما وأنه حتى وإن لم يطلق السلاح النووي من أراضي بريطانيا أو فرنسا أو أمريكا أي دول حلف الناتو فإن مخلفات انفجار محطة زاباروجيا النووية وهي مكان مدني بفعل القصف الأوكراني لها سيحتم على القيادة الروسية الرد نووياً وعلى الفور ليس على أراضي أوروبا ولكن في قلب الأراضي الأمريكية حتى لا يتكرر الخطأ التاريخي في الماضي وتخرج أمريكا سالمة غانمة من هذه الحرب وتغرق روسيا وأوروبا كما غرقت في أتون الحرب العالمية الثانية وتحمل نتائجها المجحفة لصالح الأمريكان الذين تعودوا على اشعال الحرائق خارج بلدهم ومحاولة إطفائها وفق شروطها هي.
إن منشأة زاباروجيا النووية وهي الأكبر في أوروبا هي مكان ومؤسسة مدنية فهي تعمل على توليد الكهرباء لأوكرانيا والدول الأوروبية وبالتالي فهي هدف مدني كان ينبغي أن يكون خارج الصراع ولكن اقحام الولايات المتحدة الأمريكية لها في الصراع بالضغط على نظام كييف لاستهداف هذا المكان المدني وإدخاله في خضم الصراع العسكري تسعى من خلاله إلى تفجير حرب نووية لا تُبقي ولا تذر لذلك أي خطأ من نظام كييف أو من الولايات المتحدة ستساءل عنه في المحاكم الدولية بعد انتهاء العملية العسكرية في الدونباس بالتفاوض أو بالحرب النووية.
فهل بعد كل الذي ذكرناه يمكن لأي عاقل أن يصدق الإعلام الغربي والأمريكي الكذاب السفيه من أن عملية إعادة انتشار الجيش الروسي على جبهة القتال في منطقة خاركيف يمكن أن يُشكل هزيمة لروسيا.
أنا هنا أدعو للنظر في الواقع الذي يتجسد على أرض أوكرانيا وأوروبا وأمريكا وحلفاء أمريكا اليابان وكوريا الجنوبية (دخلوا في حيط) وبين الخيال والوهم الذي يعرضه الإعلام الغربي وبخاصة الأمريكي منه وكلكم نظر.
ويبقى السؤال مطروح: من يستنزف من؟ الغرب وأمريكا لروسيا أم روسيا للغرب وأمريكا؟
السلام عليكم


from منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب {

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.