ما رأيكم في هذا الصنف من البشر [ ؟ ]

تحية طيبة .

ما رأيكم في هذا الصنف من [ البشر ] المنافقين ؟

و هم الصنف الذين [ يقولون ] ما لا يفعلون .. و يعظون الناس بالفضائل في الظاهر و هم يأتون الفواحش و الرذائل في الباطن !! دواب أمضوا معظم حياتهم يتمرّغون في حمأة المعاصي و لا يعرفون الله إلا في الشدائد و حين تضيق بهم الأرض بما رحبت .. تاريخهم ملطخ بالعار و قلوبهم سوداء ألقي عليها الران من فرط المعاصي و الذنوب و الظلم .. و التغافل عن حقيقة الله و عن حقيقة الحساب و العقاب !!! أشخاص لم يتفطنوا إلى الدين إلا بعد سن متأخر و كأنهم لم يسمعوا قط ( دروسا عن الدين ) في شبابهم - مع أنّهم سمعوا و أعرضوا و استحبوا العمى على الهدى و البصيرة - & هل تقبلون أشخاصا كهؤلاء ( الحثالة ) أن يلقوا اليوم على مسامعكم مواعظ في [ الدين و الأخلاق و الشرف ] ؟؟

أشخاص أتخموا و أسرفوا على أنفسهم في إرتكاب الفواحش الظاهرة و الباطنة و زيّنت لهم الدنيا حتى ظنوا أنها لن تزول حتى عميت أبصارهم ، فمنهم من استفاق بعد الأربعين و منهم من استفاق بعد الخمسين سنة و منهم من مات على غفلته ليخسر الدنيا و الآخرة ، و الغريب فيهم أنهم يخدعون الناس [ بقناع الفضيلة الجديد الذي أتى بعد سنوات من الغفلة و اللهو و المجون إلى حد التخمة و الملل ] ، ثم يظهرون الآن ( بوجه صحيح ) ليبدأوا في إلقاء الأوامر و إسداء النصائح هنا و هناك ( على أساس أنّهم بدأوا يظهرون إنسانيتهم و يحبون الخير للناس فجأة ) ، حتى يظن من لا يعرفهم أنهم ( حملان بيضاء وديعة ) ، و فجأة و بعد طول زمن تجدهم يشتاقون إلى طفولتهم و يهتمون بالأطفال و يحلمون بالحياة السعيدة و كأنّهم لم يعيشوا أي شيء منها ! & و السؤال المطروح أين كانت عقول هؤلاء الأنعام الذين أضلّهم الله و جعل عملهم و حياتهم و كل ما فعلوه هباءا منثورا كسراب يحسبه الظمآن ماء !! & أين كانوا و ماذا درسوا و كيف عاشوا و كيف لم ينتبهوا أن الله كان ينظر إلى قلوبهم و إلى طغيانهم و ظلمهم ( للمرأة و الطفل و للمستضعفين من الناس ) أما كانوا يدركون أن الله محيط بعقولهم و بقلوبهم التي أقفلوا عليها و تكبّروا و تجاهلوا النداء و إستغاثة العقلاء و كلام العلماء [ ؟ ] & و اليوم لا رحمة و لا شفقة لغافل مستغفل و الذي لا يستحق سوى السحق و النيران و العذاب ( حتى أن اعتذارهم مرفوض و مردود عليهم ) لأن من حق المظلوم أن لا يسامح بحقه و يطلب القصاص و العدالة ..

لذلك أقولها من هذا المنبر للأعضاء و للأشخاص الذين لا يزالون لا يفهمون حقيقة أنفسهم الملطخة بالمعاصي حذار من إلقاء المواعظ على الناس & كل من يريد أن يلقي موعظة عليه أولا أن يتطهر من ذنوبه و من مظالمه للناس و من ظلمه لأبناءه و لجيرانه & عليه أن يتحلل من أخطائه الشخصية أولا قبل أن يفتي للناس و يعظهم و أن لا يكون لحوحا و وقحا مع الناس و أن يصبر عليهم و على أخطائهم ( عليه أن يفهم و يتذكر و أن لا ينسى أنه كان عاصيا و غافلا أيضا فيما مضى ) لأن مفاتيح الجنة و الغفران و الهداية بيد الله و ليست بيده ، على كل ( إنسان واعظ ) أفنى حياته في الغفلة أن يعرف أين تنتهي حدوده مع الناس و أن يساعدهم بالإقناع و الحجة و الكلمة الطيبة بدل أسلوب الضغط و الإلحاح و التحامل الذي قد يدفع ثمنه باهضا و يصبح على فعلته نادما فمن أراد أن يكمل نقائصه و يفرغ عقده النفسية فليفرغها على نفسه التي أضلّته و زيّنت له المعاصي لأن الناس لم تعد تحتاج إليه و لا تنتفع بتوبته & فكل عاصي يتوب لنفسه و يلقى الله بمفرده ..

كما هو الحال في قصة ذلك الرجل المجرم الذي قتل تسعا و تسعين ( نفسا ) و لما أراد التوبة ذهب إلى إمام متعالي أخبره بأن ذنبه عظيم و بأن الله لن يغفر له & فأجهز عليه ذلك المجرم و أكمل به المائة نفس && و ما ذلك إلا أن الله يعطي على الكلمة الطيبة ما لا يعطي على الكلمة الخبيثة المتعالية && أرجو الله أن يبصرنا بعيوبنا و يصرفنا عن الاشتغال بعيوب الناس إلى الاشتغال بأنفسنا &

هذه تذكرة أخوية لمن لا يزال لهم نصيب طيب من العقل و البصيرة و الفطنة ..

أما من أضلهم الله و طمس عليهم فإنهم مفضوحين في [ عصر الأنترنت ] الذي صار يوثق كل شيء و كل كلمة تصدر أو ترقن في محركات البحث & في عصر لا يسلم فيه من الناس إلا الصادق الواثق من سجله و من تاريخه و من أخلاقه &&

و الله المستعان .


from منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب {

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.