هل الإنسانية دعوة صادقة أم فخ من فخاخ الغرب و الماسونية ؟

تحية طيبة لأفاضل و فضليات الصرح الطيب .

( الموضوع عبارة عن قراءة و تحليل شخصي للواقع مطروح للنقاش و ليس للفتوى أو تصدير لقوانين و أحكام سياسية أو دينية أو أي طابع كانت ، و للقارئ الحرية التامة في تجاهل الموضوع و عدم إعارته أي قيمة و البحث عن مواضيع أخرى مناسبة )

لاشك أن المتابعين و المتتبعين لواقع العالم السياسي و الفكري - في الوقت الراهن - قد سمع كثيرا عن مصطلح [ الإنسانية ] و الذي نادى به و ينادي به الكثير من النشطاء الحقوقيون سواء كانوا تابعين لمنظمات و هيئات الأمم المتحدة أو منظمات محلية خاصة تعمل على مستوى النطاق المحلي أو الإقليمي و على رأس الأهداف و الحقوق التي ينادون بها هي تحرير حقوق الإنسان و خاصة حقوق الأطفال أي أن يكون للطفل الصغير الحق في التجربة و الخطأ و التعلم من أخطائه - مراعاة لمرحلته العمرية - و أن يكون له الحق في استكشاف العالم من حوله و الحق في الوصول إلى المعارف التي تفيده في تصحيح أخطائه و في تعديل سلوكه السلبي و أن لا يتم مصادرة حريته في الاختيارات التي لا تسيء لدينه و أخلاقه و صحته - لأن الاختيارات الخاطئة مجرد مرحلة من مراحل نموه النفسي و العقلي - بحكم أن الطفل يحب التجريب و اكتشاف الحياة بنفسه و أن يكون له الحق في الدعم و التوجيه و ضرورة عقابه على إختيار التجاهل و الغفلة عن دراسة أساسيات الحياة و على رأسها الدين السليم و الأخلاق السوية و أن يكون له الحق في اللعب و الترفيه مع مراعاة طبيعته النفسية و عدم إرهاقه فوق طاقته و تكليفه بما لا يتناسب مع قدراته و مواهبه إضافة إلى حقوق كثيرة .. & يضاف إلى ذلك مراعاة حقوق المرأة و عدم إهانتها و عدم اعتبارها كإنسان أقل شأنا و ذكاءا من الرجل و منحها الحق في العمل الذي يحفظ لها كرامتها داخل المنزل حتى لا تكون مضطرة لتكون خاضعة و تابعة للرجل في كل شيء لأن كثير من الرجال لا يحترمون و لا يقدرون قيمة المرأة و يقومون بإهانة زوجاتهن أمام مرأى من الأبناء و هذا شيء خاطئ و خطير على الجو الأسري و يربي مشاعر الحقد و الضغينة إتجاه [ الأب ] لأن الإستقلال المالي ضروري للمرأة حتى لا يستطيع الرجل أن يبتزها و يهينها - كما أن تعاون الزوج و زوجته في طلب الرزق هو أمر مطلوب و لا عيب فيه في واقعنا الاقتصادي الذي أصبحت فيه المعيشة صعبة جدا - & عندما يكون الميزان المالي للرجل و المرأة متكافئ سيكون [ الحب بين الزوجين ] هو العملة و المعيار الصحيح الذي يجمعهما أو يفرقهما عن بعض & فالرجل الاستغلالي لا يستحق أن يكون زوجا و أيضا المرأة الاستغلالية لا تستحق أن تكون زوجة & من يستحق الزواج هما الزوجان المحبان اللذان يدركان أنه لا شيء في الحياة أجمل من أن تكون إنسانا محبا يضحي بماله لأجل زوجته و أولاده و أيضا الزوجة تضحي إذا اقتضى الأمر و حتى الأولاد يضحون أيضا - و لكن أن تكون التضحية نابعة من حب و رغبة و قرار واعي - & و هناك الكثير من الحقوق التي يحاول الكثير من الحقوقيين إعادة الإعتبار لها من أجل تحقيق العدل بين الصغير و الكبير و بين الرجل و المرأة ..

إذن هذه [ القيم ] صحيحة و مطلوبة جدا في عالمنا و مجتمعنا & و لكن هناك أناس تقف ضد هذه [ القيم ] و تربط بينها و بين الماسونية و بين المنظمات الحقوقية الغربية و يقولون بأنّها ( غطاء ) يخفي تحته السم & و يقولون أن هؤلاء الغرب لا يحبون لنا الخير و الدليل هو دعمهم للإرهاب في حق إخوتنا في فلسطين التي فقدت فلذات أكبادها و أيضا دعمهم للكيان الصهيوني الذي اغتصب أراضينا العربية .. & و أنا أقول أن هذا الأمر [ صحيح ] و هو شيء لا يغتفر و سيبقى نقطة سوداء و عار في تاريخهم المبني على الظلم و قهر الأبرياء و الأطفال &&

و لكن رغم ذلك فمجتمعنا العربي المسلم قد قام بظلم أفراده و أطفاله و نسائه ( بنفسه ) أي بمعزل عن تدخل الغرب و أمريكا & و أيضا هناك ( حقوقيون مستقلون تماما عن المنظمات الغربية ) عاشوا معظم حياتهم و هم يطالبون بالنظر و الاهتمام إلى حقوق الإنسان و الطفل و المرأة [ داخل الوطن العربي و الإسلامي فقط ] & و لكن لا حياة لمن تنادي ، فقد تصدى لمحاولاتهم الكثير من الانتهازيين و حكام العار و وعاظهم و أذنابهم في الداخل و الخارج & و أيضا لطالما نادى المفكرون المسلمون في كتاباتهم بأهمية المرأة و الطفل & فإذا أنت كمسلم قد أكلت اليوم حقوق زوجتك و حقوق أولادك و عشت مستمتعا تحت أنظار المجتمع من حولك & فإن أولادك سيشكلون خطرا على أبناء الآخرين في المستقبل و ستحصل صراعات جديدة و أحقاد جديدة & و هذا التشرذم سيكون في مصلحة أمريكا و الماسونية التي تمتلك مفكرين و عباقرة في التخطيط الاستراتيجي و لاشك أنهم يعرفون أن هذا التشرذم في صالحهم و ليس في صالحنا نحن & أما الدعوة إلى [ الانحلال الأخلاقي ] و استباحة حرمة البيوت فهي بلا شك خطة شيطانية ترمي إلى إضعاف عقول الشباب & لكن الدعوة إلى [ الإنسانية و العدل و حقوق الإنسان ] هي دعوة صادقة و بريئة من فخاخ الماسونية و الغرب ..

هذا هو تحليلي و قراءتي للواقع بكل - نزاهة و موضوعية - & و يبقى العلم الكامل لله تعالى & .

و أيضا أحببت أن أختتم هذا الموضوع بما قاله الداعية الحبيب علي الجفري عن علاقة الإنسانية [ بالتدين ] & لقد تم إتهامي في بعض مواضيعي أنني أنشر ( فكرا منحرفا يصادم الإسلام ) و لكنه في الحقيقة يشبه ما قاله هذا الداعية كما هو موضح في الصورة :



و هو مبدأ الفصل بين [ الدين ] و [ التدين ] & لأن التدين هو عبارة عن ( فهم ذاتي نسبي ) للدين .. لذلك الباحث الموضوعي في مجال الدين سيجد أمامه الكثير من التضارب بين الطوائف الإسلامية ممّن ينسبون إلى جماعتهم الفهم الصحيح للدين ، قد تجد أنهم يتفقون في بعض المسلمات و النقاط و يختلفون في أمور و إشكالات أخرى ..

و لأجل تلافي و نزع هذا ( التضارب الطائفي ) برزت الحاجة إلى فصل [ الدين ] عن [ التدين ] و أيضا الحاجة إلى حرية المسلم في إختيار طريقته في التدين بهذا [ الدين الكريم ] & لأن الإسلام هو [ دين البشرية ] و هو الفطرة و يجمعنا قاطبة & و لكن ما يفرّقنا و نختلف فيه هو [ التّدين ] - لأن كل شخص و له رؤيته و طريقته في الفهم - &&

ملاحظة هامة : الموضوع مطروح [ للنقاش ] و ليس ( للفتوى ) و في قسمه المناسب - كما طالبت الإدارة - & حتى لا يأتي من يتهمنا في ديننا و نوايانا بأننا نفتي و نفتن الناس في دينهم فقد صرحت في بداية موضوعي أنّها قراءة شخصية مني و سأقوم بحذفها بعد أن أستمع لآراء و تعقيبات الأعضاء و الزملاء فيها & و سأكون شاكرا لأي تصويب أو نقد بناء .

مع طيب تحياتي و تقديري .


from منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب {

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.