سيد الاعتذارات


" آه ... كم يكون جميلا أن تعتذر .. أن تبدي أساك المستتر ..
أن تعلن تأسفا رقيقا .. على شيئ منك بدر ..
في حق عزيز لديك .. أو غريب عليك .. ليس مهما ..

فالمهم أن تعتذر .. ولا تبحث عن من يكون الأول أن يعتذر .. لأن ذلك ينقص من حلاوة الاعتذار الجميل ..

فالاعتذار الطيب ، الاعتذار الصادق .. يذيب ما علق بالنفس من لمم الشكوك التي تطحن مشاعر الود .. ويزيح عن القلب الارتياب المستبد .. ويميط عن
الذهن كل أنواع الإضطرابات .. وهدير التخمينات الجارفة التي تحيل النفس إلى أمواج من الهواجس ترتطم بعضها ببعض فيمسي الجسد كله هشيما تذروه
أعاصير الحيرة ..

ويكون الاعتذار اجمل حينما تعتذر اعتذاراً لطيفاً ، حميما ..
ودودا اخويا .. عن شيئ ما غشي تصرفك .. أو سوء ما خالج كلامك دون أن تنتبه ..

والاعتذار الرقيق يولد في النفس احساسا رقيقا .. ليس كرقته شيئ لانه متى أشرق من الأعماق المؤمنة الشفيفة ينفذ سناه إلى الشغاف ويتغلغل سحره
إلى الأعماق .. فتفيض بين جنبات النفس عيونا من العفو والسماح وانهارا من الصفح والغفران فيسمو الوجدان وتطهر الذات من كل الأدران ويشيع في الروح بهاء ، وأنوارا تلتهم كل خيوط العتمة العالقة في أكناف الذات ..
وليس مهما أن تكون مخطئا لكي تقدم اعتذاراتك .. وليس مهما أن تكون متجنيا لكي تتأسف لغيرك عن اساءاتك .. لأن الاعتذار الأقدر هو أن تعتذر وأنت مدرك كل الإدراك بأنك غير مذنب .. بأنك لم تظلم جهلا أحدا .. وبالرغم من ذلك تبدي أساك وتعتذر .. وذاك هو سيد الاعتذار "
_ خواطر الروح _ أم البنين


from منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب {

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.